حاسبة وقت الثلث الأخير من الليل
يسرنا أن نقدم لكم أداة حساب وقت بداية الثلث الأخير من الليل، لمساعدتك على معرفة التوقيت الدقيق لهذا الوقت المبارك، حتى تتمكن من استغلاله في القيام، الذكر، والدعاء، وهو من أفضل الأوقات للتقرب إلى الله عز وجل.
الثلث الأخير من الليل هو وقت فضيل عظيم تُستجاب فيه الدعوات، ويتنزل فيه رب العالمين إلى السماء الدنيا كما ورد في الحديث النبوي. توفر لك هذه الأداة وسيلة سهلة لحساب متى يبدأ الثلث الأخير من الليل بناءً على وقتي أذان صلاة المغرب وصلاة الفجر
كيف تستخدم الأداة؟
- 1. أدخل وقت آذان المغرب (كما هو محدد في منطقتك).
- 2. أدخل وقت أذان الفجر لليوم الموالي (الوقت المحدد في منطقتك).
- 3. اضغط على زر "حساب"، وستظهر لك النتيجة توضح متى يبدأ الثلث الأخير من الليل.
كيف يتم حساب وقت الثلث الأخير من الليل؟
يتم حساب الثلث الأخير من الليل بقسمة الفترة بين آذان المغرب وطلوع الفجر إلى ثلاثة أجزاء، ويبدأ الثلث الأخير من بداية الثلث الثالث حتى طلوع الفجر.
مثال توضيحي:
إذا كان غروب الشمس في الساعة 6:00 مساءً، وأذان الفجر في 5:00 صباحًا، فإن مدة الليل هي 11 ساعة.
نقسمها على 3، فيكون كل ثلث 3 ساعات و40 دقيقة تقريبًا.
إذاً، حسب المثال يبدأ الثلث الأخير عند 1:20 صباحًا حتى الفجر.
فضل قيام الليل
قيام الليل من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا، وهو من صفات الصالحين الذين يحرصون على مناجاة الله ﷻ في أوقات السحر، وقد وصف الله ﷻ عباده الصالحين في سورة الفرقان بقوله تعالى :
{ وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًۭا وَقِيَامًۭا } (الفرقان: 64)
وقال تعالى في وصف عباده المتقين :
{ كَانُوا۟ قَلِيلًۭا مِّنَ ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِٱلْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } (الذاريات: 17-18)
كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث أمته على هذه العبادة العظيمة وبين أثرها وفضلها في أحاديث كثيرة، فأخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن قيام الليل من الأعمال التي تدخل العبد الجنة فعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ:
"يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ" (رواه الترمذي وصححه الألباني)
كما أخبرنا نبينا محمد ﷺ أن هذا الوقت يتنزل فيه المولى عز وجل إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بعظمته وينادي عباده فيغفر للمستغفرين ويستجيب دعوات الداعين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ:
"يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له؟" (أخرجه البخاري ومسلم)
وهذا ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يصفها بأفضل الصلاة بعد الفريضة، حيث قال رسول الله ﷺ:
"أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ." (رواه مسلم)
كيف تستفيد من الثلث الأخير من الليل؟
- الدعاء: هذا وقت يُستجاب فيه الدعاء، فاحرص على طلب حاجتك من الله.
- الاستغفار: هو وقت ينادي فيه الله عز وجل هل من مستغفر فأغفر له.
- الصلاة والتضرع: حاول أن تصلي ولو ركعتين بخشوع، فإنها من أسباب دخول الجنة.
- قراءة القرآن: اجعل لنفسك وردًا من القرآن الكريم في هذا الوقت المبارك.
نصيحة عملية:
اضبط منبهك قبل أذان الفجر بساعة مثلا أو 30 دقيقة حسب استطاعتك، واستغل هذه الوقت الثمين بالدعاء والصلاة، وستشعر ببركة هذا الوقت وتأثيره على حياتك.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لقيام الليل، وأن يجعلنا ممن يفوزون بالأجر العظيم والخير الكثير في الدنيا والآخرة.